المقالات

دليلك حول إدراج الشركات في هيئة السوق المالية السعودية

دليلك حول إدراج الشركات في هيئة السوق المالية السعودية

يعد إدراج الشركات في السوق المالية السعودية خطوة استراتيجية محورية تطمح إليها الشركات، فهي تنقل الشركات إلى مستوى أعلى من الثقة والنضج والنمو في أعين المستثمرين ورجال الأعمال. فبمجرد قبول الشركة ضمن السوق المالية يعني أنها كيان قوي استوفى كافة معايير الحوكمة والانضباط المالي والقانوني التي تفرضها هيئة السوق المالية.

ولأهمية هذه الخطوة، هناك مجموعة من الشروط والمتطلبات الأساسية تضعها هيئة السوق المالية السعودية لقبول الشركات، وأي شركة تلتزم بهذه المعايير تتمكن بسهولة من تحقيق حلم الإدراج. لذلك في هذا المقال سنتعرف على هذه الشروط وىليات الإدراج في السوق المالية السعودية بشكل تفصيلي.

ماذا يعني إدراج الشركات في السوق المالية السعودية ؟

ببساطة إدراج الشركات يعني ادخال أسهمها في السوق المالية (تداول) بشكل رسمي، بحيث تصبح متاحة أي قابلة للتداول بين المستثمرين، بمعنى أوضح يتم تحويل الشركة من شركة خاصة إلى شركة مساهمة عامة يتم طرح أسهمها أو جزء منها للاكتتاب العام ليتم تداولها في سوق الأسهم السعودية تداول.

ولكي تصل الشركة إلى هذه المرحلة هذا يتطلب التزامًا كاملًا بالأنظمة واللوائح الصادرة من هيئة السوق المالية، لضمان تحقيق الشفافية والعدالة في السوق السعودي.

مسارات الإدراج في السوق السعودية

تتيح هيئة السوق المالية مسارين للإدراج، لكل مسار معاييره الخاصة والشركات التي يستهدفها.وهما:

  • الإدراج في السوق الرئيسية ( تداول )

يستهدف هذا النوع من الإدراج الشركات الكبيرة التي تمتلك سجلًا ماليًا قويًا وحجم أصول كبير وذات تاريخ تشغيلي ممتد، ويساعد الشركات على الوصول السريع لشريحة كبيرة من المستثمرين، ويمنحها سيولة أعلى في تداول الأسهم.

فضلًا عن أنه يعزز من سمعة الشركة ويرفع من مكانتها في السوق، ويزيد من فرصها في الحصول على تمويل مقارنة بالشركات التي لم تتمكن من الإدراج.

  • الإدراج في السوق الموازية ( نمو )

يستهدف هذا النوع من الإدراج الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، حيث يقدم لها متطلبات أقل وشروط أخف مقارنة بالإدراج في السوق الرئيسية والذي يستهدف الشركات الكبرى فقط.

كما يساعد الشركات في الوصول إلى رأس المال لتمويل النمو والتوسع، ويتيح لها إمكانية الانتقال إلى السوق الرئيسية بعد استيفاء متطلبات الإدراج من هذا النوع.

لماذا تسعى الشركات في السوق السعودية للإدراج ؟

تسعى الكثير من الشركات في السعودية نحو حلم الإدراج في السوق المالية، والسبب أنه بمجرد أن يتم إدراج الشركة ستحظى بمميزات هائلة لا تتمتع بها الشركات الأخرى. أبرزها:

  • تعزيز الثقة والشفافية: كون الشركة مدرجة في السوق المالية السعودية هذه علامة على شفافية الشركة والتزامها بالمعايير، مما يعكس قوتها وموثوقيتها أمام المستثمرين ورجال الأعمال.
  • سهولة الحصول على تمويل: تتمكن الشركة المدرجة في السوق المالية السعودية بقدرة أكبر على جذب رؤوس الأموال.
  • من الحصول على تمويل بسهولة.
  • تحسين السمعة والمصداقية: الإدراج يرفع من مكانة الشركة لدى العملاء والموردين والجهات الحكومية والخاصة.
  • زيادة سيولة استثمارات المساهمين: يمكن للمساهمين بيع أسهمهم بكل سهولة، ما يمنحهم مرونة وحرية أكبر.
  • دعم حكومي كبير: تمنح الحكومة السعودية العديد من الحوافز والتسهيلات للشركات المدرجة في السوق المالية.
  • يمكن للشركات المدرجة استخدام أسهمها كعملة لإتمام صفقات الاستحواذ أو الاندماج مع شركات أخرى.
  • اضافة مادية للمؤسسين: يتيح الإدراج للمؤسسين والمساهمين بيع جزء من أسهمهم في السوق.
  • مزايا خاصة في تملك العقارات:حيث تحصل الشركات السعودية المدرجة على استثناءات مهمة فيما يتعلق بتملك العقارات، حتى داخل حدود مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، والتي تخضع لقيود على تملك غير السعوديين.
  • جذب الاستثمارات الأجنبية والشراكات الاستراتيجية: حيث تكون الشركات المدرجة أكثر قدرة على جذب رؤوس الأموال الأجنبية، سواء كانت استثمارات في الأسهم أو شراكات استراتيجية طويلة الأمد.

 المتطلبات الاساسية للإدراج

أولاً: شروط الإدراج في السوق الرئيسية (تاسي)

تستهدف السوق الرئيسية الشركات الكبيرة والناضجة، وتتميز بمتطلباتها الصارمة التي تعكس حجم هذه الشركات وقوتها المالية. وفقًا لـ "قواعد الإدراج"، تتمثل أبرز الشروط في الآتي:

  1. الشكل القانوني: يجب أن تكون الشركة "شركة مساهمة"، وذلك وفقًا للمادة السابعة (أ) من قواعد الإدراج.
  2. القيمة السوقية: يُشترط ألا تقل القيمة السوقية الإجمالية المتوقعة لجميع أسهم الشركة عند الإدراج عن 300 مليون ريال سعوديوهو شرط يعكس حجم الشركات التي يستهدفها هذا السوق.
  3. نسبة الطرح (ملكية الجمهور): يجب ألا تقل نسبة ملكية الجمهور عن 30% من فئة الأسهم المطلوب إدراجها، وذلك لضمان وجود سيولة كافية للأسهم في السوق
  4. عدد المساهمين: يجب ألا يقل عدد المساهمين من الجمهور عن 200 مساهم عند الإدراج وهو شرط آخر يهدف لتعزيز سيولة السهم.

ثانيًا: شروط الإدراج في السوق الموازية (نمو)

صُممت السوق الموازية لتكون بوابة للشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة، ولذلك تتميز بمتطلبات أكثر مرونة مقارنة بالسوق الرئيسية. الشروط الأساسية وفقًا لـ "قواعد الإدراج" و "قواعد التسجيل والإدراج في السوق الموازية" هي:

  1. الشكل القانوني: يجب أن تكون الشركة "شركة مساهمة"، تمامًا مثل السوق الرئيسية.
  2. الحد الأدنى للقيمة السوقية: يجب ألا تقل القيمة السوقية الإجمالية للشركة عن 10 ملايين ريال سعودي. هذا الحد المنخفض يسهل على الشركات الناشئة والصغيرة الدخول إلى السوق.
  3. نسبة الطرح (ملكية الجمهور): الشرط هنا أكثر مرونة، حيث يجب ألا تقل ملكية الجمهور عن 20% من الأسهم، أو ألا تقل قيمة الأسهم المملوكة للجمهور عن 30 مليون ريال سعودي (أيهما أقل)
  4. عدد المساهمين: يُشترط وجود 50 مساهمًا من الجمهور على الأقل عند الإدراج.
  5. التاريخ التشغيلي: يجب أن تكون الشركة قد مارست نشاطًا رئيسيًا لمدة سنة مالية واحدة على الأقلمما يتيح للشركات الجديدة نسبيًا فرصة الإدراج.
  6. القوائم المالية: يجب على الشركة أن تكون قد أعدت قوائمها المالية المراجعة عن السنة المالية السابقة لتقديم الطلب.

ثالثًا: متطلبات مشتركة وإجرائية

إلى جانب الشروط الخاصة بكل سوق، هناك متطلبات عامة وإجرائية تشمل:

  • تعيين مستشار مالي: يُعد تعيين مستشار مالي مرخص من هيئة السوق المالية شرطًا أساسيًا، حيث يتولى المستشار المالي تقديم المشورة للشركة وإعداد ملف الطلب والتأكد من استيفاء جميع المتطلبات النظامية
  • تقديم طلب متكامل: يجب على الشركة تقديم طلب إلى السوق المالية يشمل جميع المستندات المطلوبة مثل قرار مجلس الإدارة بالموافقة على الإدراج، ونشرة الإصدار، والقوائم المالية، وغيرها من المستندات التي تحددها الأنظمة.

باختصار، يمثل المساران (الرئيسي والموازي) خيارين استراتيجيين للشركات بحسب حجمها ومرحلة نموها وطموحاتها، حيث يوفر كل سوق متطلبات تتناسب مع طبيعة الشركات التي يستهدفها.

مراحل الادراج

تمر الشركة بـ 3 مراحل رئيسية للإدراج في السوق المالية السعودية، ولكل مرحلة خطوات محددة. وهي كالتالي:

مرحلة التجهيز والتقييم

مرحلة التقديم والموافقة

مرحلة الطرح والتداول

المرحلة الأولى : مرحلة التحضير والتقييم

تتطلب هذه المرحلة مجموعة من الخطوات وهي :

  • تعيين مستشار مالي متخصص للقيام بعملية الإدراج.
  • إعداد تقييم شامل للشركة يتضمن قوائم مالية مدققة، والوضع القانوني للشركة.
  • وضع خطة إدراج بشكل تفصيلي تشمل نسبة الطرح، وجدول زمني، واستراتجية التسويق للمستثمرين.
  • تجهيز المستندات الأساسية المطلوبة كالقوائم المالية، وتقارير التدقيق والعقود المهمة.

المرحلة الثانية : إعداد ملف الإدراج وتقديم الطلب والحصول على الموافقة

  • اعداد ملف الإدراج ونشرة الاصدار بما يتضمن البيانات المالية وهيكل المساهمين.
  • تقديم ملف الإدراج بشكل رسمي إلى هيئة السوق المالية للمراجعة والموافقة.
  • الحصول على الموافقة النهائية على الطرح وشروطه.

المرحلة الثالثة : الطرح والتخصيص والإدراج

  • إدراج الاسهم رسميًا في منصة تداول وبدء التداول.
  • فتح فترة الاكتتاب للمؤسسات والجمهور.
  • تنظيم حملات تسويقية للمستثمرين مع تحديد سعر الطرح النهائي.

وأخيرًا؛

إذا كنت ترغب في تجهيز ملف الإدراج أو بحاجة لمستشار قانوني للتمثيل عنك في عملية الإدراج لا تتردد في التواصل معنا في مكتب محمد الخليوي، يسعدنا أن نكون شركاء في رحلة نجاحك منذ البداية.

 

إخلاء مسؤولية: هذا المحتوى ليس استشارة قانونية. لا نتحمل أي مسؤولية. للاستشارات القانونية، يُرجى التواصل معنا.

من نحن

مكتب محمد الخليوي هو مكتب قانوني سعودي يقدم خدماته للأفراد، المؤسسات، والشركات، مستندًا إلى خبرة واسعة في مجال المحاماة والاستشارات القانونية. يؤمن المكتب بأن القانون ليس مجرد أنظمة ولوائح، بل هو وسيلة لحماية الحقوق وضمان العدالة، ولهذا يكرس المكتب خبراته لخدمة عملائه بكل احترافية ومسؤولية.

للأتصال بنا

للتواصل معنا :

966530146448+

info@maalawsa.com

اقسام الموقع

Image