من ضمن التطورات القوية التي حققتها المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة؛ هو الاهتمام بحماية خصوصية البيانات للمستخدمين سواء كانوا أفرادًا عاديين أو أصحاب عمل أو حتى شركات أو مؤسسات وجهات عمل، وذلك بإطلاقها لنظام حماية البيانات الشخصية PDPL. والذي يتماشى مع المعايير الدولية مثل الـ GDPR. لضمان حق الأفراد في الخصوصية وتحقيق الأمان الرقمي لهم. فما هو هذا النظام ؟ وما هي أهدافه؟ هذا ما سنعرفه في المقال.
ما هو نظام حماية البيانات الشخصية في السعودية ؟
نظام حماية البيانات الشخصية المعروف بـ PDPL اختصار لـ "Personal Data Protection Law” هو نظام تم إصداره لحماية بيانات الأفراد وخصوصيتهم في العالم الرقمي، صدر النظام بموجب المرسوم الملكي رقم (م/19) لعام 1443 هـ الموافق 2021 ، وتم تكليف الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي سدايا SDAIA بالإشراف على تنفيذه. وفي عام 1444هـ الموافق 2023م تم تعديل النظام بموجب المرسوم الملكي رقم (م/148).
فيساعد النظام إلى توفير الأمان الرقمي في المملكة العربية السعودية خاصة في ظل التطور السريع، من خلال تنظيم عملية جمع وتبادل البيانات الشخصية ومعالجتها والافصاح عنها والاحتفاظ بها بين الأفراد والشركات أوالمؤسسات أوغيرها ،تقوم بمعالجة بيانات شخصية لأفراد مقيمين في المملكة، حتى لو كانت هذه الجهة خارج حدود المملكة حيث لا يمكن لهذه الجهات معالجة أي بيانات شخصية ما لم يكن لديها الأساس القانوني الذي يمنحها هذه الصلاحية، والموافقة من أصحاب البيانات الشخصية أنفسهم. و يهدف النظام إلى تنظيم كافة جوانب التعامل مع البيانات الشخصية، من جمعها ومعالجتها إلى الإفصاح عنها وتخزينها، مؤكداً على مبدأ أساسي: لا يجوز معالجة البيانات الشخصية دون موافقة صاحبها، إلا في الحالات المحددة نظاماً.
حيث يُلزم النظام الشركات بتطوير سياسة خصوصية تتضمن تفاصيل معالجتها للبيانات الشخصية، وتوضح الغرض من وراء جمع هذه البيانات، وتلزمها بتدمير البيانات التي جمعتها في حال لم تعد ضرورية.
كما حرصت المملكة على أن يكون النظام متوافقًا مع المعايير الدولية خاصة اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) الخاصة بالاتحاد الأوروبي، والتي تعتبر معيارًا عالميًا لحماية البيانات.
أهداف نظام حماية البيانات الشخصية ؟
تتمثل الأهداف الأساسية لنظام حماية البيانات الشخصية فيما يلي :
- حماية الأفراد من إساءة استخدام بياناتهم وضمان استخدامها بطريقة آمنة.
- تنظيم عملية جمع البيانات وتخزينها ومشاركتها.
- منح الأفراد الحق في معرفة كيفية استخدام بياناتهم، وطلب تصحيحها أو حذفها، وسحب الموافقة على استخدامها في أي وقت.
- تعزيز الثقة في الاقتصاد الرقمي:من خلال بناء بيئة رقمية آمنة تدعم النمو والابتكار، وتشجع على الاستثمار في الخدمات الرقمية
- الحفاظ على البيانات الحساسة للأفراد مثل حالتهم الصحية أو المعلومات المصرفية الخاصة بهم.
حقوق أصحاب البيانات الشخصية عند استخدام بياناتهم
ينص النظام على حفظ حقوق أصحاب البيانات بشكل كامل والتي تتمثل في:
- الحق في العلم : من حق صاحب البيانات أن يكون على علم بالشكل الذي يتم تداول بياناته به، وعلى علم بالهدف من طلب بياناته الشخصية، وألاَّ تعالج بياناته بصورة تتنافى مع الغرض من جمعها أو في غير الأحوال المنصوص عليها في المادة (العاشرة) من النظام.
- الحق في الوصول: من حق صاحب البيانات أن يكون لديه الصلاحية للوصول إلى بياناته الشخصية لدى جهة التحكم، والاطلاع عليها والحصول على نسخة منها بدون مقابل مادي.
- الحق في التصحيح: من حق صاحب البيانات طلب تصحيح بياناته الشخصية لدى جهة التحكم أو إتمامها أو تحديثها.
- الحق في طلب الإتلاف: من حق صاحب البيانات طلب اتلاف بياناته الشخصية عند انتهاء الحاجة منها، وذلك دون إخلال بما تقضي به المادة (الثامنة عشرة) من النظام.
- الحق في الرجوع عن الموافقة على معالجة البيانات الشخصية: من حق صاحب البيانات الرجوع عن الموافقة على معالجة بياناته الشخصية في جميع الأحوال وفي أي وقت فيما عدا الأحوال المنصوص عليها في نظام حماية البيانات الشخصية ولائحته التنفيذية.
ما هي العقوبات المترتبة على عدم الامتثال لنظام حماية البيانات الشخصية ؟
لكي تضمن المملكة التزام جهات التحكم بتطبيق نظام حماية البيانات الشخصية والعمل به، قامت بفرض عقوبات عند عدم الامتثال للنظام، قد تكون هذه العقوبة في شكل قيودًا على أنشطة معالجة البيانات، أو إلزام الجهة بإجراءات تصحيحية إلزامية،أو حدوث ضرر في سمعة الجهة، مما يؤثر عليها بشكل سلبي تجاريًا.
وقد تكون العقوبة في شكل غرامة مالية، حيث يتم تحديد الغرامة بناء على طبيعة الانتهاك، ما إذا كانت المخالفة التي تم ارتكابها تتضمن بيانات شخصية حساسة أو كمية كبيرة من البيانات، أو إن المخالفة تمت بسبب اهمال أو تعمد فعلي.
و لضمان الالتزام الكامل، وضع النظام عقوبات رادعة للمخالفين. وتعتبر العقوبة الأشد تلك المنصوص عليها في المادة الخامسة والثلاثون من نظام حماية البيانات الشخصية، والتي تنص على:
يُعاقب بالسجن مدة لا تزيد على (سنتين) وبغرامة لا تزيد على (ثلاثة ملايين) ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين؛ كل من أفصح عن بيانات حساسة أو نشرها مخالفاً أحكام النظام، إذا كان ذلك بقصد الإضرار بصاحب البيانات أو بقصد تحقيق منفعة شخصية.
كيف تتجنب انتهاك خصوصيتك وتحمي بياناتك الشخصية ؟
من الضروري معرفة الطرق التي يمكنك بها حماية بياناتك الشخصية خاصة بعد تحول كل شيء إلى العالم الرقمي.
من أهم الطرق التي تحمي بياناتك:
- اجعل كلمات المرور طويلة ومعقدة وتحتوي على أرقام ورموز وحروف صغيرة وكبيرة.
- قم بتفعيل ميزة التحقق بخطوتين لحسابات.
- قم بتحديث البرامج والتطبيقات ونظم التشغيل لتجنب الثغرات الأمنية.
- لا تنقر على أية روابط غير معروفة لانها قد تكون وسيلة لسرقة بياناتك.
- تجنب مشاركة بياناتك الشخصية على الإنترنت.
- راجع إعدادات الخصوصية على مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات وقم بضبطها بما يحمي خصوصيتك.
- استخدام برامج مكافحة الفيروسات وجدران الحماية للكشف عن التهديدات.
وأخيرًا؛
إذا كنت ترغب في حماية بياناتك الشخصية بشكل أدق، أو ترغب في رفع دعوى قضائية ضد اي جهة قامت باستخدام بياناتك الشخصية بدون اذن منك أو بشكل خاطيء، أو لم تضمن لك حقوقك عند استخدامها؛ لا تتردد في التواصل معنا في مكتب محمد الخليوي لنقوم بمساعدتك على الفور لحماية خصوصيتك واسترداد حقك في التحكم الكامل في بياناتك.
إخلاء مسؤولية: هذا المحتوى ليس استشارة قانونية. لا نتحمل أي مسؤولية. للاستشارات القانونية، يرجى التواصل معنا.